أبواب المدونة

الأحد، 15 ديسمبر 2013

منزل المكعبات الصغيرة" من إخراج المخرج الياباني "كونيو كاتو" _ فيلم وتعليق _





فيلم اليوم من إخراج المخرج الياباني "كونيو كاتو" بعنوان "منزل المكعبات الصغيرة" 

إنها صناديق الذكريات ، وما تحمله من لحظات كلما تذكرناها شعرنا بالطعم الملازم لها فى أول مرة ، عند حاجتنا للعون أو شئ ما يهون علينا بعض اللحظات فنعود إليها لتأخذ بيدنا وتعطينا بارقة الأمل وتلك الجزئية تلخصت فى السمكة التى اصطادها من بحور ذكرياته على مدار العمر حتى وصل إلى اقتراب نهايته لتكون هى المؤنس الوحيد له عندما نشعر بالوحدة ، وهناك بعض الذكريات التى نتركها تغوص بإرادتنا إلى القاع ولا نفتش عنها والأخر لا يستطيع السقوط ويلازمنا إلى الأيد وتمثلت تلك فى سقوط الغليون ومحاولة استبدالها بأخرى ولكنه لم يستطع لإنها بالنسبة له ذات قيمة كبيرة ولم لا وقد أهداها إليه شريك الحياة ليبحث عن وسيلة ما ليحاول أن يستعيدها ثانية ، وبدأ الغوص بداخل صناديق الذكريات ليتذكر أشياء لم يستطع أن يأخذها من كل صندوق عند امتلاؤه والانتقال لصندوق أخر ، ليعيش معها الشعور الأول لحدوثها فكان الحزن فى الصندوق عندما كانت زوجته فى فراش الموت ، والاخر فى الصندوق الأسفل عندما رأى أحفاده لأول مرة كلاهما شعور مناقض فالأول كم كبير من الحزن والأسى لعدم قدرته على إنقاذها والثانية كم لا يوصف من السعادة بأمتداد أحلامه ورؤيته لعضو أخر فى العائلة يعيده لذكرياته مع أبنته فكلما كان غوصنا لأعمق داخل صناديق ذكرياتنا فإننا نحجز موعد مع السعادة للحظات ، حتى نعود مرة أخرى إلى أيام الطفولة بمرحها وأحلامنا البسيطة فيها ،،،

وهنا تعرض الفيلم جزء ما أروع الشعور به وهو الوفاء فبرغم وجوده وحده على الطاولة يحاول أن يعود قليلا بالذكريات مع السمكة التى اصطادها فلم ينسى أن يجعل من شريكته جزءا منها برغم انتقالها إلى العالم الأخر وعدم وجودها بعالمه ،،،

فهنيئا لكل من يملك من الذكريات بحورا لا تجف أبدا حتى بعد أن نفارق الدنيا ، فالسعادة الحقيقية لا تكمن فى مقدار ما نملك من المال وما نتمتع به من الصحة ولكنها تكمن فى مقدار ما نملك من ذكريات تجعل من كل أوقات قيمة ونعود بها للزمن خلفا ,,,,

لا أدرى ماذا أفعل فى مثل عمره وصندوق ذكرياتى مثل صحراء جدباء لا زرع فيها ولا ماء يا إلهى رحمتك .....

_ من رحلة داخل صحراء الذاكرة _ أتمنى أن تتم عما قريب :

بدأت حديثها معى سائلة من أنا ؛ فأجبتها بأننى شخص تائه بين مجموعة من الطلاسم والأحجيات أرتحل من مكان لمكان ربما أجد ما أفك بها رموزها ، وأجد ما يبعد عنى حيرتى ، فأسمى وعنوانى لا أعلمه فلا أعلم شيئا سوى أنى شخص مرتحل داخل صحراء شاسعة تحمل داخلها كل المتناقضات . 


قراءة وتعليق 


ُelgharieb