أبواب المدونة

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2013

طوفان نوح عليه السلام _ حوليات 10 _



لا أدرى لمّ يجتاحنى شعور بالحاجة الماسة لطوفان مثل طوفان نوح عليه السلام لينقى المصريون والعرب من آفاتهم السقيمة .
أولا قصتنا مع المصريين :
لا أدرى هل ما حدث بمصر فى الخامس والعشرين من يناير 2011 ثورة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ، أم أنه مجرد انتفاضة ولم تكتمل ، أم هى ثورة حقيقة وركب عليها الجبناء وأصبح النصيب الأكبر من غنائمها لهم ، وخسر الأغبياء نصيبهم من تلك الغنائم من خلال اللعب فى تلك المرحلة بغباء والنظرة الواحدة نحو المنصب والسلطة والجاه وأهملوا النظر إلى المصلحة العامة للبلد التى قامت من أجلها تلك الثورة ــ عذرا أقصد الانتفاضة التى لم تكتمل ــ ....؟ .
هل حقا ما حدث وما يحدث منذ ذلك التاريخ تلعب به أياد خفية كما يروجون فى معظم الأوقات عند البحث عن مبررات النظام السابق والنظام الحالى لأخطائهم التى تهوى بنا إلى القاع ، من المستفيد ، ومن الخاسر فى تلك المرحلة ، هل حقا ما تزعمه جبهة الإنقاذ الوطنى بقيادة الأخوة الخاسرون بسبب غبائهم بأنها تبحث عن مصلحة المواطن المسحول تحت العقبات التى تضرب به يمينا ويسارا كل يوم من عقبات اقتصادية ، وحياتية وثقافية ....، أم أنهم ينظرون فقط نحو المنصب ولا يرون غيره واقتباسا من أقوال أحدهم فى معظم المحافل بأنه يجب إعادة انتخابات الرئاسة كى يتمكن من خوضها مرة أخرى ليفشل ثانية .....؟
كلها مجرد تساؤلات تدور فى ذهنى باحثة عن جواب ربما يحدد لى الموقف الآن بمصر منذ هذا التاريخ .....
أناس لم يظهروا منذ البداية مع شباب يناير مكتفين من التفرج بمنطق الإمساك بالعصا من المنتصف وفى كلتا الحالتين لم يخسروا شيئا وجلسوا مع إدارة النظام البائد للتفاوض فى حين كان النظام يضرب ويقتل فى شباب خرج إلى الشارع باحثا عن الحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية ، يبحثون عن ذاتهم وعن أحلامهم التى دمرها النظام البائد بكثرة فساده ، وعندما استشعروا قرب النصر لهم وأن النظام اقترب من النهاية وكلها أيام معدودة إن لم تكن ساعات قليلة ليتوارو تحت الثرى ويصبحون فى مزبلة التاريخ .
ودخلنا إلى المرحلة الانتقالية ولم نستطع أن نتفق ولم نستطع أن نضع نقاط الخلاف على طاولة النقاش والحوار بسبب تخوين كل واحد منا الآخر ، وربما يكون السبب فى ذلك ما روج إليه النظام البائد للجماعة المحظورة وبعض الاعيبها فى بداية الطريق لمحاولة إرضاء النظام ، وما تعودوا أن يروه من صفقات تحدث مع النظام فى كل أوقاته عن بعض الكراسى فى مجلسى الشعب والشورى وهناك البعض ممن سيرد على بعض تلك الكلمات أين كنتم حينما كنا فى المعتقلات ونسجن ونعذب ،، حقيقة فى الأمر لا استطيع الرد عليهم لأن الأمر مختلط على فى هذا الأمر ،  ربما يكون الجواب عندى بأن قادتهم هم من يسلموهم كباش فداء للنظام للفوز ببعض الفتات كى يظهر النظام نفسه بأنه نظام ديموقراطى وهناك فى المجالس النيابية نسبة من المعارضة ،،، وربما أكون مخطئ فى هذا الرد لأنى سمعته من كثير من الناس ولكنه يظل مجرد رأى يحمل الصواب ويحمل الخطأ ،،، ولكنى بدأت أشك فى صحته الآن . ( سأعرض الأسباب التى جعلتنى أشك فى صحته عندما يحين موعدها مع حديثى هذا ...
ودخلنا نحو الانتخابات البرلمانية وسمعنا قيادات الإخوان تعلن عن نسبة مشاركة قليلة فى تلك الإنتخابات كى لا تقصى أحد من المشاركة فى بناء الدولة الحديثة ؛ لنجد عند إعلان النتيجة استحواذهم  بالنصيب الأكبر من المجلس ونرى منهم الهرطقة فى الكلام عن القوانين التى يريدون أن يمرورها فى مرحلة لا تحتمل التجارب ولا الهزر  ، ونجد البعض يناقض بأفعاله ما يرتديه من زى إسلامى وقال الله وقال الرسول ، وبدأ كل منا يكفر ويخون الأخر كالعادة ، هذه حالنا نحن المصرين عندما نختلف نقوم بتخوين بعضنا البعض لا أكثر .
وفى المقابل التيارات الأخرى تأبى المشاركات فى أى حوار يأخذنا نحو الأمام مع الفصيل الإسلامى لمجرد اعتراضهم على فكرهم باعتقاد منهم بأنهم هم الوجه الحقيقى للحرية ليتضح فيما بعد أنهم فهموا معنى الحرية بطريقة خاطئة أوصلتنا فى نهاية الطريق إلى الهاوية والحمد لله قطعنا شوطا كبير للسقوط فيها ، ولم يفقهوا معنى كلمة بسيطة كنا نقرأها دوما على جدران المدارس منذ الصغر إن الإختلاف فى الرأى لا يفسد للود قضية ليتضح لنا فيما بعد أن الإختلاف عند المصريين يلبس فى حائط لا أكثر .
مرت مرحلة من كر وفر أحيانا مع المجلس العسكرى الذى يدير العملية الإنتقالية وأحيانا أخرى حروبا جانبية مع الفصائل المختلفة فى الرأى ، ونجد البعض من المدرسات بالدعوة لمذهبهن بطريقة خاطئة للغاية بقص شعر قتيات لم يتعدوا العاشرة من العمر بدعوى بأن الدين ينص على تغطية الشعر وهى لا تفعل ونسى البعض بأن هناك فى القرآن ( وأدعو إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) .
والجدير بالذكر هنا أن معظم الفصائل المعارضة كانت تدعوا بإقصاء المجلس العسكرى عن إدارة العملية الإنتقالية بالدعوة المبكرة لإنتخابات رئاسة مبكرة قبل  الإنتهاء من إقرار الدستور الذى كان يجب أن ينتهى قبل الإنتخابات ، وأيضا الدعوة بإقالة النائب العام نظرا لتقاعسه فى القيام بمهام مهمته بأمانة وتماشيه مع رغبات النظام البائد وحمايته والسكوت عن تجاوزاته  فى حق الشعب والدولة وحماية سيادة النظام على حساب سيادة القانون والدولة .
أقتربت اللحظة الحاسمة والسباق الرئاسى الذى تم اللعب فيه بغباء من قبل الجميع وخاصة الجانب الذى حسب نفسه بأنه ثورى ولعبتها بدهاء الجماعة وقد كنت أعتقد  فى ذلك الوقت بأن الجماعة اخطأت فى خوض هذا السباق ظنا منى بأنهم يريدون الصالح العام من خلال ما سمعته عن قصة كفاحهم المزيفة على مر التاريخ منذ العهد الناصرى حتى عصرنا هذا وأن الجانب الليبرالى والعلمانى سيظلون يحاربون فيهم حتى يسقطوهم أرضا ويتصيدون لهم الأخطاء ، ولكن كان لهم رأى أخر جوع السلطة فكان مسيطرا عليهم لدرجة أنه أعماهم الآن عن أهداف يناير التى دفع ثمنه الكثير من شباب مصر قبل البداية وعند البداية وحتى النهاية وإلى الآن ، أتى إلينا طائر النهضة ببرنامج أقتصادى وسياسى وصحى وتعليمى وتكنولوجى وكافة المجالات وكأنه حلم وبالفعل إنه مجرد حلم من أحلام اليقظة ، وبرنامج مصر القوية ، وبرنامج واحد خمنا ، ودخل الجميع الصراع لنكون فى النهاية فى خيارين أحدهما مر والأخر سم قاتل وفضل الأغليبة الخيار المر ويا ليتهم أختاروا خيار السم .
الجميع صوب نظره تجاه الكرسى والمنصب وعند انتهاء الصراع وأعلنت النتيجة بدلا من أن نضع إيدينا كفصيل ثورى مع الفائز ونقدم إليه ما يمكن تحقيقه ويتحول من حلم وهمى إلى واقع ينتقل بنا خطوة إلى الأمام أفتعلنا المشاكل والمعارضة من البداية والفائز لم يفكر مجرد التفكير فى محاولة استقطاب أحد البرامج الأخرى التى وجد أنها قد تنافس مشروعه ليدمجها معه ، وربما قام بالدعوة ولكن وفقا للنظرية الإعتيادية عند المصريين ألا وهى التخوين كانت النتيجة عدم تقديم العون ، ويقوم الرئيس المنتخب بتحقيق مطالب الثورة تدريجيا بإقصاء المجلس العسكرى وعزله فقام عليه المعارضون ، وعندما قام بعزل النائب العام تحدثوا عن مكانة القانون وعدم المساس بها فقام بعناد ووضع على رأسه واحدا من جماعته ، وعند تشكيل الوزراة لأول مرة فى التاريخ أرى من يقصى برنامج عن مخططيه ومحاولة إبعادهم عن الوزارة ومحاولة  فصل الرئيس عن حزبه ليكون رئيسا لكل المصرين فكان رئيسا للإخوان بتفكير المرشد ، وكان من الأولى أن تكون الحكومة من حزبه حتى نستطيع فى نهاية مدتها من الحكم على مدى كفاءة الحزب فى إدارة شئون البلد ولكن ماذا نفعل لمبدأ التخوين .
ومن أبدى رغبته بالجلوس على طاولة الحوار المشروط فعلى أى شئ نتفاوض إذا ما اكتسبت ما أتيت للتفاوض عليه ومرواغات النظام الحاكم ، فمن الطبيعى فى أى حوار أن يجلس جميع الاطراف واحد ينجح فى إقتناص نقظة لصالحه وفقد أخرى ولا يمكن أن نستحوذ على كل النقاط فى الحوار لصالح فصيل واحد وإلا لن يكون حوار .
والفئة الأخرى التى تتغير وتلبس ألوانا مختلفة من الإعلاميين والبعض الاخر الذى يعارض من اجل المعارضة ولمعان أسمه فقط فى سماء الإعلام وإلقاء مصلحة البلد فى الهاوية لا يهم فلديه مخزون  يستطيع أن يعيش به إذا ما ساءت الامور والمواطن البسيط هو ما يتحمل نتيجة كل أخطاء هؤلاء ، والسادة الذين يعملون خلف الراقصة ويعزفون على الطبلة لا يرون أخطاء النظام وبرنامج النهضة عذرا قصدى ........
واليوم وبعد مرور عامين لم نستطع  الوصول إلى شئ يذكر سوى الهرطقة والعروض البطولية التى لا وجود لها على أرض الواقع من النظام الحاكم ومن المعارضون ولذلك نجد الحاجة الماسة لطوفان أخر ينقى البلاد العربية من تلك العقول التى تعتبر نفسها هى الطبقة المثقفة ورجال المرحلة القادمة الذين لا يملكون عقولا أصلا للتفكير سوى فى مصالح شخصية ، وهناك دعوة للنزول للميادين فى 30 من يونيو القادم ولكن ماذا يسفر هذا التحرك أيكون هو هذا الطوفان فينقى البلاد أم يكون مثل ما سبق وتظهر فئة أخرى وتقتنص ما فشلت فى إقتناصه المرة الماضية ،،،، أما عن احوال بقية العرب وحاجتهم أيضا لذلك الطوفان فله حوار أخر .....



 Elgharieb

الأحد، 22 سبتمبر 2013

مجموعة قصص قصيرة جدا _ حوليات 9 _

ــ ظل يبحث فى من حوله عن وطن أخر يمكنه الحياة فيه بلا عذاب ولكنه نسى بأن الأوطان لا ثمنا لها سوى الوفاء .. ( وطن )
ــ ظل يبحث فى عالم الحروف عما يكتب به قصته فى الحياة فوجدها تنقص من الحروف خمسا ... ( إنسان )
ــ حروفا ثلاث عندما تهمس به فى أذنه يجد نفسه يعود طواعية إلى وطنه .. ( أحبك )
ــ كى يصل لوجهته بسلام كان لابد له من أن يقدم قربانا فلم يجد سوى عدوه اللدود ليذبحه فى محراب الأمل ( عدم اليأس )
ــ فى لعبة الحياة تشكلت من الحروف فرقا أربعة ( يأس ، أمل ، حب ، نضال ) للفوز بالجائزة فكان العجب فرقة واحدة تعادل قوة ثلاثة وما زلت أتنظر أيهم يحصل على البطولة والفوز بالحلم ... ...( صراع )
ــ حاول أن يستنجد بالحروف فى وصف محبوبته فلم يجد منها سوى الهرب خوفا من أن تخذله ....( هروب )
ــ ظلت تبحث عن معناها كلما سمعت والدتها تنطق بها عمرا كاملا حتى أختبرتها فحينها علمت بإنه لا يمكن أن يفهمها سوى من جربها لذلك ستكون هناك حربا ضارية بينها وبين ابنتها ... ( قلق )
ــ كان يعتقد بأنه أخيرا عثر على وطن يشعر فيه بإنسانيته للمرة الأولى لتصدمه النهاية بأنه كان مجرد طعم فى بحر الهوى ... ( الحب )
ــ ظل يهرول خلفها بحثا عن السعادة لتعطيه درسا لن ينساه ما دام حيا بأن السعادة لا تكمن فى امتلاك المادة فحسب ولكن حقيقتها هو أن تراها فى وجوه من حولك وما أروعها إن كان هو من رسمها . ( السعادة )
ــ ما وجد منها سوى قتل الأحلام على عتبات جمودها الفكرى واستسلام الأخرين لها فأعلن كفره بها فى محراب الظلم محاولا تطويعها بطرق شتى .(التقاليد)
ــ لملم ذاته المتناثرة ورحل أملا فى النسيان ، فوجده سراب لا وجود له فى عالم الأحلام . ( نسيان )
ــ ظل يبحث عن نفسه فى نظرات الأخرين ، فنسى أن يصنع شخصيته كما يريد أن يراها الأخرون ( ضياع )
ــ منذ الصغر ترواده تلك البوابة بوابة الأحلام التى كتب عليها بنسيون السعادة ، فبدأ ينتظر أن يشتد ساعده وعندما دخل من الباب وجده بنسيون الكآبة والتعاسة .... ) الغربة )
ــ ظل يحيا على أمجاد عائلته منذ الصغر ، وعندما اقترب من النهاية حاول مراجعة شريط حياته فوجده فارغا من كل تلك الأوسمة المعلقة امامه على الحائط ... ) حياة بلا معنى (
ــ كلما حاول الهرب من الألم ،، يهرول مسرعا نحو صندوق ذكرياته ويبدأ فى التنقيب عن مضاد له ،  فيجده هناك فى انتظاره كالثعبان الأقرع . ( ذكريات )
ــ وقفت الألف بكبرياء تخبر الجميع بأنها لن تحتاج إليهم يوما ، لتجد نفسها فى النهاية محملة على اعناق اللام ( الأخرة )
ــ فى نشوة الفوز وقف الأسد يتراقص فوق جسد الغزال قائلا لولا الخوف والجبن بداخلك وعدم ثقتك بقدراتك لتغير قدرك ومت أنا جوعا . ( ثقة ) 
ــ أمام المرآة وقف متغطرسا معجب بتفننه فى ظلم الآخرين ، ليحاسبه من يقف أمامه عن ظلمه ؛ فقال له إذا حاسبتنى عن ظلمى فحاسب من ظٌلم عن صمته فمنه أستمد قوتى . ( غذاء )



1/4 جرام _ عصام يوسف _ قراءة مبسطة _ حوليات 8 _

المضمون العام للرواية جميلة جدا بل اكثر من رائعة لو إنها تعالج مشكلة أخرى غير الإدمان لمّ كنت اقتنع بأنها رواية واقعية وأنك تحاول أن نلعب سويا اللعبة المعتادة ما بين الكاتب والقارئ كما حدثت معى مرتين ، لقد عايشت كل أحداثها منذ البداية حتى النهاية عشت رحلة الطفولة مع مجموعة الشباب بكل مرحها وضحكها ولعبها وعجبتنى الشخصيات جدا الخاصة منهم بهاء بجزئية المعلم تمانية فدان مانجو ، اربعتاشر فدان برتقال ، تلاتة وتمانين نخلة بلح ومش ناقصنى غير الفروالة يا فرولة دخلت معه فى رحلة ضحك جميلة جدا ، وبعد الهزار ده طبعا ؛ لازم ندخل معك لأحداث الرواية .

فى البداية كلها وصف اكثر من رائع بتمكن لغوى جميل جدا مع إدخال ، العامية أعطاها جمالا ورونقا خاصا  ، تماشيت مع الوصف والمضمون بسعادة ممتزجة بكثير من الحزن من كيفية تدمير هؤلاء الشباب حياتهم دون أن يدرون بحجة البحث عن لحظات السعادة أو الانفصال عن الواقع لقليل من الزمن حتى المآساة الأولى لهم بموت عاطف وكنت أتمنى أن تكون بداية العودة لهم ولكن الصفعة لم تكن بالقوة المطلوبة عندما دخل عليهم نوعا أخر من المخدرات أقل ما يمكن القول بأنه أكثرها تدميرا للإنسان .

تطرقت لفكرة المبادئ فى القصة بطريقة رائعة فى رحلة التكريم له مع والده وهذا المتوقع من رجل يحاول جاهدا أن يكسب كل شئ بمجهوده وأجمل شئ فى الرواية بعدم محاولة صلاح أن يبيع تلك الجزئية فى أكثر من مناسبة لأنه حينها ستكون المبادئ أمام الإدمان لا وجود لها بالكامل ولكن ظل جزءا منها يناضل من أجل أن تبقى .

الصحوة الاولى ، كانت فى الفصل التالى ولكن ما يثير استغرابى هو كيف أب وأم بمثل تلك الثقافة لم يلاحظوا التغير الذى قد يطرأ على الأبناء فماذا تُرك للأخرين ؟ ؛ كما أحاول أن أحملهم ذنب ما آلت إليهم الأمور فى نهايتها ولكن هناك شئ أخر يدافع عن الأباء بأنهم يعطون ثقتهم الكاملة للأبناء ويمنحونهم ما يريدون من أموال ولم يقصدوا إيذائهم ولكن تلك تعد الخطأ الأكبر فكثرة الأموال فى أيديهم وفكرة كل الأحلام أوامر هى البداية الأفضل للفشل فى غياب الرقابة حتى وإن كانت من وقت لأخر فالثقة وعدم الثقة شئ ، والرقابة من أجل الأطمئنان والتأكد من السير الصحيح شيئا أخر ؛ وكيف غابت الرقابة للمرة الثانية عندما تأكدت الأم 
بأن كل شئ عاد إلى مكانه الطبيعى لتفيق مرة أخرى بصدمة أن المرة الأولى لم تكن مجرد تجربة أو خطأ لن يتكرر .

كيف يحطم الأبناء الآباء بهذه الدرجة ...؟ أعجبتنى جدا ولكن هل يمكن أن نعسكها ونقول كيف يحطم الآباء أبنائهم بهذه الطريقة فى العديد من المناسبات ليس فقط فى الإدمان ولكن فى أشياء كثيرة فى الحياة .....

فكرة أن الإدمان يجعلك تبيع حلمك عندما قام رامى ببيع جيتاره أحب شئ إليه فى الحياة لكى يحصل على الكيف مرة واحدة وتناسى العديد والعديد من المرات التى منحه فيها السعادة كلما بدأ بالعزف عليه ، ولنأخذ منحى أخر فى تلك الجزئية هل هى تناقش تلك القضية وحدها ام تناقش كل القضايا التى تعتمد على بيع العديد من الأشياء وفى بعض الأحيان تصل إلى ان يبيع نفسه لأجل الحصول عليها حينها يقتل الضمير بداخلها لندخل إلى صلاح وبيعه لكل شئ ولم يبقى على شئ يسرق من والدته ، من والده ، من كل أفراد العائلة ، ليسرق بسمة وفرحة ابنة عمه وكل العائلة فى ليلة العمر بسرقة شيئا يعد رمزا مهما فى حياة الفرد فى حياة الزوجية ، فالضحية هنا لم تتوقف على الأموال والصحة فقط بل امتدت لتشمل الكثيرين من البسطاء وفى تلك الحالة عندما كان يفكر بأنه لن يعتقد أحد بأنه من سرق تلك البسمة والفرحة بل سيتهم فيها أحد العاملين بالمنزل .  

الخطيئة الكبرى هى ألا نتعلم من أخطائنا وتجاربنا السابقة أو تجارب الأخرين التى تضعنا وتضعهم فى مواجهة الموت ولم تحاول أن تغير مفهمونا لم نحن فيه أو تأثر على الكبرياء الذى نتمتع به فهو وهم عندما تكون المواجهة مع شئ يقتلنا بشكل بطئ دون أن نشعر بذلك ويعطينا الإشارات لنودع كل يوما حبيب أو صديق كان بالأمس فى سهرنا فى ضحكنا ، فى آلامنا  .
إن البداية الصحيحة من الأهل فى مواجهة ذلك الطاعون يجب أن تكون الأهتمام بكل التفاصيل عندما حدث للمرة الأولى عند خاله بدأ يسترد وعيه قليلا فإن أكتمل الاهتمام لفترة أطول كان من الممكن أن تتغير أحداث حياة صلاح لدرجة كبيرة ولكنه كان بحاجة إلى صفعة قوية للغاية مثله مثل كل من أدمن للتخلص منه .

ليظهر لنا الأمل عند وجود مضاد يجعله على يقين بإنه إن عاد مرة أخرى إلى طريقه السابق ستكون حياته ثمنا لذلك الخطا ولكنه لم يكن كافيا فى ظل التلاعب به فما زال العدو اقوى بكثير ليهزمه فى مرته الأولى ، لتأخذ منحنى سياسيا أخر أعتقد بجزء كبير من صحته تماما ، وفى المقابل تعطينا مريم درسا رائعا فى الوفاء والأمل الذى لا نهاية له بمساعدتها له فى الحصول على الأموال حتى عندما ماتت رجولته ولم يحترم طقوس الحزن التى كانت تمر بها لتثور فى النهاية بعدما أنتهى مفعول هذا السلاح معها نهائيا .

ثورة اليأس من والدته بعدم صلاح الحال من قبل إبنها الوحيد وإنكسار الأب من جهة أخرى وعندما تم طرده من البيت ليعتقد بأنه منبوذ فى النهاية وهذا شيئا خاطئ فكانت الأم تريد المحاولة بأن تصفعه مرة أخرى حتى يفيق ولكن إن كانت صفعة الموت لن تردعه فهل يجدى نفعا صفعة النبذ .

أخيرا ندخل فى رحلة العلاج وما فيها من صور أكثر من رائعة ، التى لم تكن تخص مشكلة الإدمان فحسب ولكنها تخص العديد من المشكلات النفسية والمجمتمعية التى نراه حاليا وترسخت فى عقل المواطن لتصبح من ضمن أساسيات الحياة ، أولها باب السماء مع أذان الفجر وما لها من لحظة سحرية تغير مجريات الأمور ولكنها بحاجة إلى عقل واعى وضميرا ما زال حيا كى يستشعر بقوتها وقدرتها فى تغيير مجريات الأمور ، الإيمان بأنه عندما يوجه لك شخصا ما نصيحه ويصفعك على وجهك بقوله إنك مخطأ بإنه لا يريد سوى مصلحتك فى المقام الأول والأخير ، إن الأمل والعزيمة والإرادة إنها تعد العصا السحرية الثانية بعد الإيمان اولا بربك والثانية بالأخرين من حولك للخروج من أى أزمة نمر بها وسأقتبس منك ـ أنت عمرك ما كنت مسئول عن مرضك ولكنك أنت المسئول عن شفاك .

زمالة المدنيين المجهولين يا لها من رائعة وتقبلها لنفسها عندما يعترف كل منهم بإنه مدمن فإن بداية الحل تكمن فى الاعتراف بأنه هناك مشكلة ما ، رائعة هى البنود المذكورة من تقاليدهم أتمنى أن تكون هناك مجموعات من الشباب مثلهم يهتم بالباقى من المشكلات فى حياتنا اليومية ويضعون لها طرقا وتقاليد للتخلص منها .

الضغوط النفسية والمشكلات الاقتصادية التى يعانى منها المجتمع لن تنساها فى رحلتك فى صورة العجوزين المتشاحنين ، إنه دائما الأب والأم مهما فعل معهم الأبناء لم يفقدوا جزءا ولو ضئيل من حبهم لها كم هى رائعة تلك المشاعر  ( ربى أرحمهما كما رباينى صغيرا ) .

المرض لن يقف عند حد المريض بل إنه يمتد لداخل البيت ولكل مرض له نوعا خاص من الامتداد على حسب نوعه .
الاعتراف بالخطيئة يزيل عن نفس الإنسان هما كبيرا يحمله فلم نفضل دوما حمل تلك الهموم وتكابرنا بعدم الاعتراف بأننا مخطئيين .

النية والرغبة فما الفرق بينهم ،، فكلاهما بحاجة للفعل الصادق والبدأ فى التنفيذ ليس مجرد كلمة تقال فى لحظة استجداء وطلب العطف  فقط .

هذه مجموعة الصور التى أردت أن القى عليها الضوء لأنها لا تعد حلا أو سببا أو نتيجة لمشكلة ما فيمكن أن نأخذها فى الاعتبار دوما عند الوقوف فى مواجهة اى مشكلة ما قد تواجهنا فى الحياة .
هناك شيئا أخر مثلا يقول ( أختر الرفيق قبل الطريق ) ...

" اللهم امنحني السكينة لأتقبل الأشياء التي لا أستطيع تغييرها والشجاعة لتغيير الأشياء التي أستطيع تغييرها والحكمة لمعرفة الفرق بينهما "

إلى لقاء أخر مع 2 ضباط ،،،، 



 قراءة 
elgharieb

الأربعاء، 18 سبتمبر 2013

ساق البامبو ( سعود السنعوسى ) _ قراءة مبسطة _ حوليات 7_

ساق البامبو تعد من أروع ما قرأت هذا العام إن لم تكن أروعها فعلا ، عند بدايتى معها استطاع الرائع الشاب سعود السنعوسى أن يقنعنى تماما بأن الرواية حقيقية ومترجمة عن بطلها هوزية أو عيسى ليجعلنى ولأول مرة أن أبدأ الشك فى أمر أن الكاتب والقارئ يلعبان لعبة ما ؛ فالكاتب يحاول أن يقنعنا فى ما يكتب من سطور بأنها أحداث حقيقية والقارئ يوهمه بأنه صدق ما يريد أن يقنعه بها ،، هنا اقتنعت تماما إنها احداث حقيقية ولم تكن عملا أدبيا يناقش العديد من القضايا فى المجتمع الشرقى وبعض العادات التى تجعلنا نفقد إنسانيتنا شئ فشيئا إذا ما اتبعناها بكل جمودها القكرى الذى لا يقبل التغير والتقدم ...


استهل الكاتب بداية روايته باقتباس رائع للغاية ــ لا يوجد مستبدون حيث لا يوجد عبيد ــ فى البداية لم أفهم الغرض من ذلك الاقتباس لتظهر خطوط سبب اختياره دون غيره فى البداية أهو يعبر عن التقاليد بكل جمودها وما يواجهها من جمود فكرى واستسلام منقطع النظير للعديد منها بالرغم من خطأها فتستعبد هؤلاء الذين يستسلمون لها ، ربما هى دعوة لمحاولة تطويع البعض من العادات والتقاليد التى يمكن أن تقبل التطويع وإن تلك العملية لا تفقد الثقافة العربية شيئا من هويتها بل ستجعله يحتفظ بأكثر شئ يجب أن تتسم به من عادة وتقاليد وهى العدل دائما وأبدا عندما نبدأ فى تطويعها لأن هناك العديد منها يظلم الكثيرين فى البلد مثلهم مثل البدون ، مثلهم مثل هوزيه ، مثلهم مثل أطفال الشوراع واللقطاء فى معظم البلدان العربية ، مثلهم مثل نظرة المجتمع لشريحة ما ليس لها دخل فى ما آلت إليه الأمور معهم سوى إنهم خلقوا ونشأو فى تلك الفئة . هنا اقتبس عنه ــ تتحول الفتيات هنا إلى مناديل ورقية يتمخض فيها الرجال الغرباء ، يرمونها أرضا يرحلون عنها ثم تنبت أبناء مجهولى الأباء ــ كم أنت رائع فى تشبيهك .


سأبدا الحديث مع أيدا : فكم من أيدا تجبرها ظروفها الحياتية أن تسلك نفس ما سلكته ، ربما كان هنا من كان خلف اختيار ذلك المسلك هو والدها وعدم تقيده بشئ من تعاليم الكتب السماوية وثقافة بلد مختلف ربما هذا لم يكن عيبا ، وهناك من يكون الدافع لها هو فكرة الهروب من تسلط وطريقة تعامل العائلة معها تبحث عن الاستقلال والحرية فتبدأ فى أختيار أول طريق يمكنها من الحرية حتى وإن كان ثمن الاستقلال والهروب هو ان يصبح لها ثمنا بخسا وإن علت قيمته مع الأيام وأقتبس منه فالألم ليس أن يكون للإنسان ثمنا بخسا بل الألم كل الألم أن يكون للإنسان ثمنا ،،، لتعلن فيما بعد التمرد والعصيان على تلك الحياة التى دخلتها رغم أنفها لتعيل أفراد العائلة وكانت النتيجة إضافة فردا جديدا لها ميرلا التى اكتسبت تمرد والدتها فلم يستطع مندوزا طوال الأحداث أن يطلب منها شيئا مثلما يطلب من هوزيه .

جوزافين : إيمان منقطع النظير ـ كل شئ يحدث بسبب ،،، ولسبب ـ كم أنت رائعة يا جوزفين فى هذا الإيمان الذى لم يتزحزح يوما مع كل ما مررت به من عقبات بدأت عندما كادت أن تكون نسخة طبق الأصل من أيدا حتى دخول الجار مع صك الإفراج من هذا السجن الذى يظل الإنسان حبيسا لآلامه ما دام فى الجسد حياة ،،، لتبدأ رحلتها فى بلد الغريب لا تعرف عنه شيئا سوى ترك حلمها فى أن تكمل تعليمها لتعمل خادمة فى بيت عائلة عربية لتجد هناك حلما أخر بدأ نوره فى الظهور على استحياء حب راشد الطاروف وإعجابها بفكره ومحاولة اقتناص الفرص دائما لتتواجد معه فى المكتب وتستمتع بما يحدثها من أمور ثقافية وعن أفكاره التى ابهرتها  ، ليتم فيما بعد الارتباط والزواج ، وهنا تساؤل هل محاولتها الدائمة لتذكير هوزيه أو عيسى بأنه من أصول عربية بل أنه مواطن عربى تنتظره جنة عدن فى بلاد ابيه وعدم محاولة تعميده أو قبولها حضور مراسمه مع أيدا  لأنه فى النهاية سيكون مسلما حين يعود إلى بلاد أبيه هو محاولة منها فى انتشاله من الفقر المدقع فى بلادها أم الدافع هو حبها لراشد الطاروف .....؟ لم تدافع دوما عن راشد كلما تحدثت أيدا عن شأن كل الرجال وتهاجهم فراشد ليس منهم ؟ كيف ما زال هناك حب برغم تخليه عنها .... ؟ إنه إيمانها بأنه كل شئ يحدث بسبب ولسبب وكيف تلومه على فعل وخلفه شعب كامل بكل تقاليده وعاداته يؤيده ويسانده .... ؟.

راشد الطاروف : حاول أن يخالف مجمتعه مثله مثل الكثيرون ممن يتزوجون من أجانب فى بلاد الخليج ولكنه لم يجد هناك من يسانده فى محاولة كسر جمود تلك التقاليد فهناك مجتمع يؤيده ويسانده بكل قوة إذا ما حافظ على جمودها وبقائها الذى يحمل فى طياته الكثير من الظلم والجور على العديد من أبنائها ، وإذا ما حاول أن يكسرها أو يعريها أمام الزمن ليظهر مدى ضعفها يجد المجتمع بأكمله يحاربه وقد حاول فى مرتين ولكنه كل مرة خسر حلما وحبا وفى احدهما خسر ولدا ولم يراه سوى القليل من الأيام ...

غنيمة : إنها الجدة المتشبثة بالعادات والتقاليد التى ظلمتها وظلمت الكثيرين من أفراد أسرتها فقد ظلمت بها راشد ثلاث مرات مرتين عندما جعلته يتخلى عن حبه وأخر عندما جعلته  يتخلى عن ولده ، وظلمت من بعده أخته هند الطاروف  عندما لم توافق على زواجها من غسان بسبب التقاليد أيضا ،، عندما حرمت نفسها من حفيدها بدعوى إنه ابن فليبينة ولا يجوز الاعتراف به احتراما للتقاليد وتقديسا لها فى محراب الظلم ، رغم إنها شعرت بقليل من الحنان عندما اخذه إليها والده ربما يرق قلبها إلى ثلاثتهما وتغفر له ولجوزافين عند رؤيته ولكنها أمرته أن يخرج من الباب الخلفى وعدم قدومه مرة أخرى عند قدوم خطاب أخته لزيارتهما ؛ إيمانها بحسن الطالع والفال الحسن والسئ أما زال يوجد مثل تلك الأفكار ؛ لتظلم مرة أخرى هوزيه أو عيسى فى الكبر مثلما فعلتها معه سابقا وحرمته من أبيه لتحرمه من أخته والبقاء فى العائلة ، لتخسره وتخرجه ثانية كالمنبوذ براتب شهرى تعطيه له عندما وافقت على خدمته لأحد الجيران فى أيام العيد وثورته عليها وعلى التقاليد التى تؤمن بها وتركه لجنة  عدن التى جعلتها أمه حلما له منذ الصغر ، هل رأت من عيسى ما يتسوجب تلك المعاملة وعزلته فى البيت خوفا من أن يعرف به أزواج أبنتيها . إنها التقاليد التى لا تعتبر سوى مرض يقتل بداخلنا كل ما هو جميل يقتل الأحلام يقتلنا نحن فيجعلنا أموات أحياء أو أحياء أموات فما الفرق بينهما ؟ ..


غسان ووليد : وليد لم تدم رحلته معنا طويلا ولكننى أحببته فى ظهوره القليل المجنون ، أما عن غسان وقضية البدون وجزء أخر من التصفية والتفرقة بين طبقات الشعب التى تعذب أفراده فما ذنبه كى يعيش وحيدا حلمه مهدورا على عتبة التقاليد ، ليرفض من بعدها الاستقرار والزواج فبأى حق له يأتى بأطفال إلى عالم ينبذهم هم أيضا بلا ذنب فكل ذنبهم أنهم ينتمون لتلك الفئة وكفى ،،، ألا يكفى ما حدث له فى حياته .


خولة الطاروف : حبها وشغفها بالقراءة ورثته عن والدها ،، كانت هى السبب الأول والأخير فى أن تقبل ماما غنيمة دخول عيسى إلى البيت بعد محاولات فى النهاية كان النجاح هو مصيرها فقد فعلت ما لم يستطع والدها أن يفعله منذ زمن ،، يا إلهى ماذا لو كانت هى موجودة فى ذلك الحين هل حينها كانت الحكاية ستتغير ، وما فعلته لعيسى ومساندتها له فى كل الأوقات ، يا ترى لم هى خالفت التقاليد وخاطرت بأسم العائلة فى مجمتعها كى تجتمع بأخيها عيسى ، سأقتبس هنا ماذا لو كانت خولة ذكرا ولم تكن بنتا واستعطف ماما غنيمة هل كانت ستقبل بشفاعته لأخيه .... ؟ هل السبب فى رضوخ ماما غنيمة لتلك الشفاعة هو موت راشد الطاروف ولم يترك وريثا شرعيا يحمل أسم العائلة سواها فهنا يجب مخالفة التقاليد لتظل أسم العائلة أم أن التقاليد ستسحقها وتحذفها من الفئة التى تنتمى إليها . كلها مجرد اسئلة يمكن أن يتم تطويعها لتناسب تقاليد كل بلد ما زالت تتمسك بالجمود .


هند الطاروف : تعمل فى مجال الحقوقيات وتدافع عن فئات المجتمع الكويتى ضد تقاليده التى ظلمت
الكثيرين وهى كانت أول الضحايا ،، إنها قضية البدون التى تعد من أكبر المشكلات فى المجمتع الكويتى ، مشكلة الطبقات والتى تعد من أكبر مشكلات المجتمعات العربية بصفة عامة ، سؤال لو لم تكن هى أحد ضحايا تلك التقاليد هل سوف كانت تتجه لهذا المجال والدفاع عن طبقات المجتمع ..؟

عواطف ونورية : حضورهم قليل ولكنه يمكن أن يعبر عن النزاع النفسى الذى قد يفتعل داخل الإنسان عند مواجهة التقاليد عند الوقوف عن الحلال والحرام ،،، هذا أقل ما يمكن وصفهم به .

نأتى مع بطل الرواية : إنه قدرى أن أبحث عن أسم ودين ووطن ـ يا لها من متاهة لا نهاية لها ومن منا ليس بعيسى أو هوزيه فبالرغم من إننا نعرف لنا أسما محددا لكننا نبحث عن أخر يمكننا من الحياة فى ظل ما تفرضه علينا الحياة والأنظمة الساسية فى بلداننا من عقبات ، نحبث عن شئ يعطينا هويتنا أكثر من مجرد أسم نحمله ، رغم من إننا ننتمى إلى دين محدد منا من ينتمى إلى الإسلام وأخر ينتمى إلى المسيحية وأخر لليهودية وتتعدد الاديان ولكن هل كل منا يعرف دينه بطريقة صحيحة فى ظل ما نراه من تضليل من خلال مجموعة تتحدث بأسم الدين بطريقة متشددة ربما تكون سلاحا ضارا لنهرب من ديانتنا بعيدا عن فكرهم نبحث عن تعاليم الدين الحقة التى تنادى بها الأديان السماوية التسامح والعدل ومراعاة الله فى الرعية ، نبحث عن دينا أخر لنكمل بيه الإيمان بدايانتنا الأساسية نبحث عن عادات وتقاليد لا تظلم أحد ، نبحث ‘ عن أخلاق غير التى نعرفها نحبث عن الصدق ونهرب من الكذب والنفاق ، فأن تولد على ديانة ما شئ وأن تؤمن بكل شئ فيها شئ أخر تماما ،، من منا لم يبحث عن وطنا اخر داخل وطنه الذى هضمت الأنظمة السياسية حقوق شعوبها ، وهضم الغنى حقوق الفقير ، نهرب من اوطان تقتل احلامنا وتغتالها إلى أحلام تكمنها من الحياة ، نبحث عن أوطان نحيا فيها ونشعر بها لأول مرة بإنسانيتنا ولكن أنى لنا العثور على تلك الأوطان فى حياتنا وبرغم كل هذا نظل مغرمين بها عشقا حتى الموت فهى دائما ملاذنا الآمن فى كل الأوقات مثل حضن الام الذى يبث الحنان والحب على اطفالها ،، من منا لم يعذب عذابك يا عيسى .

خطأ غير مقصود ينغص الحياة دائما عندما نتذكره عندما أخطأ فى حق أخيه ولم يرعاه كما ينبغى ولكن كيف يرعاه وهو أيضا بحاجة إلى الرعاية ،، فأرتاح أخيه من عقاب الدنيا وعذابها فلا يهمه من شيئا وأيضا من عذاب الأخرة فهو ما زال صفحة بيضاء لم تلوث بعد ولن تتلوث بعبث الأخرين به أو بعبثه عند الكبر فيذهب إلى جنان الخلد فعلى أى شئ يكون حسابه ولكنه يترك الألم لكل أفراد عائلته عند رؤيته ؛ رحلته فى بلاد أبيه لا تأخذ منحنى بعيد عن متاهته وبحثه عن أسم له أو دين أو وطن ،، وما وضعته تقاليدها أمامه فى الحياة من عقبات هناك التى تحدثنا عنها عند أبيه وماما غنيمة وبقية أفراد العائلة ....

ميندوزا وتشانغ : هل يجب أن نشعر بالشفقة على ميندوزا وافعاله تخبرنا عكس ذلك عندما أرتضى أن يقبض ثمنا بخسا لأيدا وكاد أن يفعلها مرة أخرى مع جوزفين ، مقامراته بالديوك التى تأخذ كل الأموال فى سبيلها وتركت العائلة فى حالتها المادية الصعبة ،، أم يمكن تبرريها بالحالة التى عاد إليها من الحرب فى فيتنام ، وتشانغ فارقت الحياة بعد فراق من كانت لأجله كانت تحيا لتطمئن عليه قبل رحيلها ..... يا لها من رحلة رائعة بصحبة الرواية ...

أخيرا لو أردت أن أتحدث فى الرواية أكثر من ذلك ربما تحتاج لمجلدات لأفرز مدى روعتها أبدعت أيها الرائع فى وصفك لكل شئ حتى عايشتنا لحظاتها نبكى ونمرح مع عيسى ، هوزيه ، جوزيه ، خوزيه كلها مسميات تبحث لها عن هوية عن وطن عن دين .....

قراءة 
Elgharieb