أبواب المدونة

الاثنين، 17 فبراير 2014

أزمة صناعة الكتاب


عزيزى القارئ : لا تغضب من كاتبك المفضل عندما تجده يدافع عن حقوقه الفكرية والمجهود الذى بذله طوال عمله على الكتاب ليمنحك مادة مشوقة وتفيدك لأبعد الحدود ، فالكتب يا صديقى كما تعلم ليست مجرد أوراق لتوضع على الرفوف وتتجمل بها أمام اقرانك بإنك قارئ مميز وقد امتلأت مكتبتك بالعديد من الكتب فى معظم المجالات بل هى عقول تحملها الأوراق بين طياتها  ، لتجعلك واسع الأفق ، لتدرك إن السبيل الوحيد للنهوض بالبشرية هى الاهتمام بالعلم والقراءة ، فإذا كان هذا حالك وأنت مثقف أن تغضب وأن تفتح حملة واسعة النطاق للحرب على من يدافع عن حقه من الكتاب ، وتظن بأنك اول درجات النجاح بالنسبة له ؛ فأنت مخطئ لأنه لم يكن يملك من الحبكة القصصية وقدرته على السرد بطريقة مشوقة تجعلك مشدوه الذهن ما بين جلدتى الكتاب لا يمكنك ولا لغيرك أن تمنحه النجاح .

عزيزى الكاتب : لا تغضب من القارئ عندما بلجأ لأسلوب تجده من تجاهك أنت سرقة لمجهودك الذى قضيته بين المراجع وكِتابتك لتلك المادة لتقدمها إليه ، وقبل الغضب فلتسل فى البداية عن سبب توجهه إلى هذه الوسيلة ليتابعك وأنت كاتبه المفضل ؛ هل هو يقصد بذلك أن يضرك وهو يتابع كل جديد لك ؟ أم أن ظروفه الحياتية والمالية هى التى أجبرته على ان يتبع ذلك الطريق الذى تراه يضيع مجهودك وحقوق الملكية الفكرية ؟  .

الأزمة الحقيقة فى صناعة الكتاب فى مصر هى الفارق الشاسع ما بين سعر الكتاب وما بين متوسط دخل الأفراد ، وعندما نختلف عن فكرة حقوق الملكية وحق الكاتب والدار فى الحفاظ على حقهم نترك حق القارئ عليهم ، عندما نتحدث عن متوسط دخل المواطن البسيط الذى يسلك الطرق التى يراها كل من الكاتب والدار سرقة لهم ولمجهودهم المبذول فى العمل حتى يكون متاح بالأسواق هو 1000 جنيه وفى تلك الحالة مطلوب منه أن يصرف على شئون البيت ، أن يوفر قيمة الدروس لأبناءه ، قيمة العلاج ، وكافة المصروفات اليومية فكيف يوفر 50 جنيها لكل كتاب يريد قراءته ، عندما يكون الخيار أمام مادة للقراءة وعلاج أحد ابناءه ، أو طعام أطفاله أو مصروف من المصاريف الحياتية التى لا يمكن الاقتصاد منها ، هل يوجد حل لتلك المشكلة التى ترهق الشارع الثقافى المصرى .....؟

عزيزى الكاتب أو الناشر : أعلم تماما ما سوف تتحدث به عن ما تتكبده الدار من مصروفات كى يخرج العمل إلى النور ، وما قد تتعرض له الدار إذا ما خفضت من سعر الكتاب ، ولكن هل أصحاب الكتب الشعبية المضروبة تخسر نتيجة تلك المصروفات أيضا فما يزيد فى مصروفاتكم وما يصرفونه هم عن النسخ الشعبية أو المضروبة وهذا المسمى لها والفارق بين الأسعار يواجهون الخسارة أيضا إذا فلم العناء وتحمل تكاليف فى مجال لا يعطى ربحا بل يعطى خسارة .

لا أنكر مجهود مجموعة من الكتاب الفترة السابقة فى محاولة منهم لإيجاد الحلول لتلك المشكلة ونتج عنها الإتفاقية التى تمت مع فودافون وإمكانية شراء النسخ الإلكترونية من الكتب مع إن المبلغ يكاد مبالغ فيه أيضا ولكنها تظل خطوة جيدة لتوفير الكتاب لمحبى القراءة من خلال تلك النسخ ومن ثم يمكن التحدث عن الأسعار التى يراها البعض من جهة بإنها مناسبة نوعا ما بالفارق بينها وبين النسخة الورقية ، ومن يراها ما زالت بعيد عن متناول البعض ، ولكن كم مواطن يملك جهازا ذكيا يمكنه من الاستفادة من هذا الحل ، لذلك كى تتم الخطوة بشكل أكثر إيجابية هى أن تتاح على موقع يمكن للقارئ الدخول إليه ويحسم السعر من رصيده من خلاله فيكون الحل شمل الكثير من القراء حيث إنه لا يوجد حاليا بيتا يخلو من جهاز الحاسب ولكن ليس كل بيت يملك جهاز ذكيا .

كما أشكر كل من الكتاب الذين قاموا بمبادرة لنقل الحراك الثقافى المتمركز فى القاهرة  والاسكندرية إلى كافة اقاليم مصر تحت حملة كِتَابك وكُتَابك وبدأت الحملة فى مدينة الزقازيق بشهر ديسمبر 2013 ولكن هذا وحده ليس كافيا لنشر الثقافة فى ربوع المحروسة لأن الهدف من تلك الحملة كما اعتقد هو رغبة السادة الكتاب للوصول إلى كافة طوائف الشعب وحملهم على القراءة وحبهم لها ، فكيف يتم ذلك وأسعار الكتاب لا تغازل سوى القارئ المقتدر أيضا وتهمل البقية فى ظل الأسعار المرتفعة للكتاب كما وضحنا الفكرة بالأعلى لذلك من وجهة نظرى المتواضعة هى ضرورة إيجاد حل جذرى تلك المشكلة لتحافظ على حق مثلث الثقافة ولا يأتى أحدهم على حق أخر ( الكاتب ودار النشر ، والقارئ ) وهى أن تقوم دار النشر بنظرة موضوعية لفكرة الكتب المضروبة فى الأسواق وتوفر بديلا عنها بنسخ شعبية تتقارب أسعارها من المضروب أو تستطيع منافسته فى السوق لدى المواطن العادى المطحون بين متطلبات الحياة ، أو أن تمنح توكيلا لأحدهم يقوم بتوفير تلك النسخ ونكون بذلك تم الحفاظ على حقوق الكاتب الفكرية ، وحقوق النشر للدار ، وحق القارئ الذى يريد أن يمنح أبنائه ما يمكنهم الاعتماد عليه مستقبلا وعدم ترك عقولهم لمجموعة من المعاتيه يتحكمون به كيفما يشاؤون ويوجهونه كما تتطلب مصالحهم وهنا عن العهر الإعلامى وكيفية مواجهته مع الاجيال القادمة اتحدث ..... 

كان هذا مجرد رأى متواضع حاولت أن ابتعد فيه عن الإنحياز لطرف على حساب الأخر مع علمى بكافة العوائق التى يتحدث عنها الناشر اكتسبتها من محاولة منى لنشر أول كتاب يحمل أسمى ، وعلمى بكافة المشكلات التى تواجه المواطن التى لا تخفى على أحد لأننا أحد تلك الفئة من الشعب ومن يجد نفسه خارجها فإنه كان ضمن أفرادها يوما ما ....



Elgharieb

الأربعاء، 5 فبراير 2014

فيلم اليوم ... بعنوان "توليرينتا" ... للمخرج البوسني إيفان رمضان




فيلم اليوم ... بعنوان "توليرينتا" ... للمخرج البوسني إيفان رمضان .. إنتاج 2008 ... ورشح لأفضل فيلم قصير من أكاديمية السينما الأوروبية ونال عدة جوائز أخرى في العديد من المهرجانات المهتمة بالأفلام القصيرة ... بانتظار تعليقاتكم ...

............................................





محاور الفيلم ( بداية الحضارة البشرية ، الصراعات الدينية ، تطور فكر الإنسان وظهور الأسلحة وتأثير كل منها على مظاهر الحضارة ) . 



فى البداية تم عرض الكائنات الأخرى المتمثلة فى تمثال الديناصور المتجمد ، ومن ثم يدخل بنا فى الحقبة الإنسانية لإعمار الأرض وكيف استخدم الإنسان البدائى البيئة من حوله فى بناء الحضارة فنتج عنها ما تم بنائه من صرح ، ليأخذ الفيلم منعطفا أخر ألا وهو الصراع الدينى القائم على أساس متشدد وعدم قبول كل طرف الأخر بالرعم من أنهم ينتمون لديانة واحدة فى الشكل و المضمون ولكنه التشدد لفكره فقط دون قبوله فكرة الأخر عن الإله أو الدين ، ويبدأ الصراع بطرقه التقليدية وتماثل كبير نوعا ما فى القوة فلم تكن تأثر على معالم الحضارة التى تم تشييدها ، وحينما تطور فكر الإنسان قليلا ليكتشف الألة فيما بعد والأسلحة فكان ضررها أكبر من الصراع البدائى . 


إسقاط على الأحداث فى مصر :

 الصراع السياسى الذى صدره لنا اتجاه الإسلام السياسى على إنه صراع دينى بحت على هوية مصر الإسلامية منذ أن بدأنا فى مرحلة كتابة الدستور منذ عام مضى ، وما كانت تصدره لنا القنوات الخاصة بالنظام سواء كانت قنوات التلفزيون المصرى أو الخاص بالتطبيل له وخاصة منها من لها طباع دينى فى تكفير الطرف الأخر ،، وفى المقابل ما كان يصدره لنا الإعلام المعارض لإتجاه الإسلام السياسى ، وفى أكثر من مكان كان تعقيبى بأن ما حدث فى مصر نتيجة عدم قدرتنا على الاختلاف وعدم قدرتنا على إدارته إدارة صحيحة فوجدنا الجزء المتعلق بالصراع متمثلا فى تلك الجزئية فيما حدث على مدار العاميين الماضيين ،، وعندما ننظر نحو السلاح فكان السلاح فى المقام الأول سلاح فكرى بحت واستسلام كل ما يؤيد رأى ما ينساق خلفه دون إعمال عقله وجدنا أنفسنا ننساق نحو خلاف دموى بالسلاح نواجه بعضنا بعضا ومن كان مؤيدا لفكرة الشرعية لم يكن يعلم بأنه يستخدم مجرد غطاء سياسى فقط وإلا كان من يمثل الدين ويدافع عنه ذكر الشريعة مرة واحدة فى خطابه الأخير ،،،،،  ونفس الفكرة مع تغير المسميات للفترة الحالية منذ فض اعتصام رابعة وحتى الآن ... 

الصراع نفسى يدور داخل شخص ما :

 حينها يجب عليه الاحتكام للعقل ولا شئ سوى العقل ، يحاول يفصل فكرة الصراع الداخلى فترة من الزمن ويبدأ يفكر فى كل فكرة على حدة من حيث الإيجابيات والسلبيات التى ستكون نتيجة تأييد فكرة ما أو اختيار ترك الصراع يتأجج أكثر بداخله وما يحدث من مضاعفات له ،،، فالعقل دائما هو الحل الأول والأخير لكل الخلافات والمشكلات ..

 الصراع بين العضلات والعقل :


 نجد أن العقل هو مركز التحكم بالجسد ومنه تخرج الإشارات لكل الأعضاء وتأخذ منه أوامر بالعمل ، وسنأخذ هنا مثال بسيط لو أن العقل أيد فكرة ما بشدة ولا يريد شئ سواها أعتقد بأن النتيجة هنا ستكون هو الصدمة العصبية أو العقلية لا أدرى مسماها الطبى التى يرفض فيها العقل الحياة ولا تزال كل أعضاء الجسد فى القيام بوظائفها أيهم المؤثر والمؤثر فيه ...

بين قدرة وقدرة أخرى :


 سأتحدث معك عن قدرة القلم وقدرة السلاح ( العقل والقوة ) فعندما نحتكم دوما للعقل فإننا نجد الفوز دائما فى الصراع حليف من أحتكم له وامتلاكك القوة ليس مؤشرا لامتلاكك أدوات النصر فاستخدام القوة بدون أن يحكمها العقل فهو غباء وتهور وفى كلتا الحالتين يقتل صاحبه ومثال بسيط ما حدث فى 73 فى معركة لو أعتمدنا على فكرة أن الألة هى الأداة الوحيدة للنصر فكان من المفترض أن يكون النصر حليفا للكيان الصهيونى وليس نحن وعندما امتكلنا الألة بامكانيات أقل وتحكم بها العقل كان النصر من نصيبنا ولو نظرنا فى التاريخ فسوف نجد أمثلة كثيرة تروى تلك الرواية ... 

بين قابيل وهابيل :


 فى لحظة غضب توقف فيها العقل عن العمل لأنه أراد شيئا يعد محرما ولا يمكن أن يحدث فحدثت واقعة قتل قابيل لأخيه هابيل ؛ هابيل هنا كان صوت العقل فقال له (لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ) وقابيل ألغى العقل قليلا فقام بالقتل ولكن بعد أن عاد إليه وبدأ يفكر فيما فعل فإنه ندم وشعر بالذنب على فعلته وتتمثل فى قوله تعالى ( فَبَعَثَ اللّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ )
صدق الله العظيم .. 



مجرد رأى ...